ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ وتأثيره على قيام الدول وإنهيارها
منذ قرون، احتل ابن خلدون مكانة بارزة في الفكر العربي والإسلامي، حيث تم دراسة نظرياته في مجالات العمران وعلم الاجتماع والدولة. في هذا السياق، يقدم المفكر المغربي كمال القصير رؤى جديدة في كتابه “ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها”.
قانون الفراغ
يستكشف الكتاب قانون الفراغ كوجه آخر لقانون العصبية، ويعرض العلل غير المادية وراء تحولات الدول والجماعات. يعتبر القصير أن ابن خلدون اهتم بالأسباب المادية ولم يستكشف العلل الخفية التي تؤدي إلى انهيار الدول، مما يعزز فهمنا للتحولات التاريخية.
مفهوم العمران
يعتبر القصير أن العمران يعتمد على محتوى ثقافي وديني واجتماعي. وعندما يحدث فراغ في هذه العناصر، تتآكل الدول رغم وجود هياكلها الخارجية. يشير إلى أن العصبية تحتاج إلى بيئة فارغة لتزدهر، وعند تراجع العصبية، يظهر الفراغ مجددًا.
تأثير الفراغ على المجتمعات
يؤكد القصير أن المجتمعات تدخل في مرحلة الفراغ عندما تتوقف الأفكار الكبرى عن التأثير. ويحدث هذا عندما تفقد الأيديولوجيات جاذبيتها، مما يفتح المجال لنماذج جديدة. يتجلى ذلك في تآكل المحتوى الثقافي والديني، مما يؤدي إلى تقليد وتراجع الإبداع.
الأمثلة التاريخية
يشير القصير إلى أمثلة تاريخية تظهر تأثير الفراغ، مثل انهيار الدولة العثمانية. كما يؤكد أن الكثير من الجماعات تفقد مقومات استمرارها في الوقت المبكر، ولكن هياكلها تبقى قائمة حتى يظهر تأثير القوى الجديدة.
ختاما يؤكد المفكر المغربي أن قانون الفراغ الذي اكتشفه “سيكون مثيرا للجدل بالنسبة إلى القارئ، لأنه لم يصادف موضوعًا مثله سابقًا، إلا أنه يقدم حلولًا لكثير من الألغاز في التاريخ، وكذلك إشارات إلى احتمالات المستقبل بالنسبة إلى الجماعات والدول التي تدخل مرحلة فراغ. ذلك بأن الفراغ قوة كامنة، وعنصر من عناصر تطور التاريخ نفسه، فهو ليس عبثًا أو مصادفة”.