البنك الدولي يحذر من تدهور أوضاع 39 دولة هشة مع تنامي الصراعات

حذر البنك الدولي من التدهور الخطير لأوضاع الدول الأكثر هشاشة حول العالم، نتيجة تصاعد الصراعات وازدياد حدتها وتواترها في السنوات الأخيرة.
وأوضح البنك، في دراسة شاملة حول أداء 39 دولة تعاني من الصراعات والأوضاع الهشة منذ تفشي جائحة كورونا سنة 2020، أن هذه الدول تواجه ركودًا اقتصاديًا حادًا، في الوقت الذي تسجل فيه باقي الدول النامية نموًا ملحوظًا.
وكشفت الدراسة أن الناتج الاقتصادي للفرد في هذه الدول انخفض بمعدل 1.8 في المئة سنويًا منذ 2020، بينما حققت الدول النامية الأخرى نموًا بمعدل 2.9 في المئة سنويًا خلال نفس الفترة.
وترزح العديد من هذه الدول تحت أعباء بنى تحتية متدهورة، حكومات ضعيفة، ومستويات تعليم متدنية، حيث يحصل المواطنون في هذه البلدان على 6 سنوات تعليم فقط في المتوسط، أي أقل بثلاث سنوات من نظرائهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل الأخرى، كما أن متوسط العمر المتوقع فيها أقل بخمس سنوات، في حين أن معدل وفيات الرضع يتضاعف مقارنة بباقي الدول النامية.
وأشار البنك الدولي إلى أن 21 من أصل 39 دولة تعاني من صراعات نشطة، وأن الدول المنخرطة في نزاعات شديدة الحدة، والتي تحصد أرواح أكثر من 150 شخصًا من كل مليون، تسجل انخفاضًا تراكميًا في الناتج المحلي بنسبة 20 في المئة بعد خمس سنوات من اندلاع الصراع، بالإضافة إلى تفاقم معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
وتُظهر الدراسة أن نحو 18 في المئة من سكان هذه الدول، أي ما يعادل 200 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مقارنة بـ1 في المئة فقط في الدول الأخرى منخفضة ومتوسطة الدخل.
ورغم هذه الصورة القاتمة، أشار البنك الدولي إلى وجود تجارب ناجحة لبعض الدول التي تمكنت من الخروج من دوامة الصراع والهشاشة الاقتصادية، مثل نيبال، البوسنة والهرسك، رواندا، وسريلانكا.