بنعلي: المقاولة الصغيرة أساس التنمية في المغرب

تأتي هذه الخطة في ضوء رؤية الحزب للتحول البنيوي الذي يجب أن يحققه المغرب لفك الارتباط بين النمو الاقتصادي وتقلبات القطاع الفلاحي في أفق 2030.
وشدد بنعلي، في لقاء تواصلي بالدار البيضاء، على أن الاهتمام بالمقاولة الصغيرة هو أساس بناء اقتصاد قوي ومستدام. وأكد قناعة حزبه بأن “الاقتصاد الكبير يبدأ من المقاولة الصغيرة”. ودعا إلى جعل الصناعة في صدارة الأنشطة المحفزة لنمو الاقتصاد الوطني. ونوّه بنعلي بالمبادرة التي أطلقتها جهة الدار البيضاء الكبرى ببرمجة أربع مناطق صناعية جديدة. لكنه نبّه إلى الحاجة لتأهيل الأحياء الصناعية القائمة والرفع من قدرتها التنافسية وجاذبيتها للاستثمار. هذا سيوقف نزيف إفلاس المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وأوضح أن المغرب يعيش وضعا مقلقا بسبب تصاعد حالات الإفلاس في صفوف هذه المقاولات. هذه المقاولات تشكل أكثر من 90% من النسيج الاقتصادي الوطني وتؤمن نسبة مهمة من مناصب الشغل، خاصة في المناطق الهشة والمدن المتوسطة. وعبر عن صدمته من توقعات تشير إلى احتمال بلوغ 40 ألف حالة إفلاس مع نهاية سنة 2025. واقترح بنعلي تبسيط المساطر الإدارية وتبني سياسة ضريبية تفضيلية وتخفيف الأعباء الاجتماعية عن المقاولات الصغرى والمتوسطة. كما اقترح إحداث منصات مواكبة جهوية وتقوية آليات التمويل التفضيلي ودمج المقاولات الصغرى في سلاسل التوريد العمومية. هذه المقترحات تشكل مدخلا لتقليص الفوارق المجالية وتحقيق العدالة والنجاعة الاقتصادية. وأكد بنعلي أن الاستفادة من الأوراش الكبرى التي فتحها المغرب، وخاصة تلك المرتبطة بتنظيم التظاهرات الرياضية القارية والعالمية، مشروطة بتنفيذ برامج تعيد الثقة للمقاولات الوطنية وتعزز نموذجا اقتصاديا تضامنيا. هذا النموذج يثمن دور المقاولة المواطنة في التنمية والعدالة المجالية.
وشدد بنعلي على أن الحزب يظل وفيا لمبادئه التقدمية وحريصا على الترافع من أجل مغرب أكثر عدلا وتوازنا. وأكد ثقته في المستقبل ودعمه للتصريحات الرسمية حول مردودية المنشآت الرياضية على مدى العقدين المقبلين. ونبه إلى ضرورة تعزيز هذه الأوراش بآليات للمواكبة والمساءلة، وفي مقدمتها تحسين مناخ الأعمال للمقاولة الصغيرة. ودعا بنعلي إلى استخلاص العبر من سلوك مغاربة العالم خلال موسم الاصطياف الحالي. حيث اصطدموا بتفاحش أسعار السياحة الشاطئية وضعف تنافسية المنتوج السياحي الوطني.
وتساءل: “ما الفائدة من احتضان تظاهرات رياضية كبرى إذا لم ننجح في تطوير سياحة وطنية مهنية منتجة للقيمة المضافة؟”. واعتبر أن مراجعة نسبة النمو المتوقعة نحو الارتفاع دليل على أن المغرب قادر على ربح رهان 2030 كأفق لتأهيل شامل للمجتمع. واستحضر أبعاد الشعار المؤطر للبرنامج الوطني لإحياء ذكرى تأسيس حزبه “جبهة بروح المسيرة ونبض الدولة الاجتماعية”. وقال: “جميل أن نشهد تعبئة رياضية شعبية متواصلة؛ لكن حنق خصوم وحدتنا الترابية يفرض علينا يقظة متجددة واستعدادا دائما لمواجهة كل ردود الفعل التي تنذر بها نهاية النزاعات المفتعلة”.