المغرب على مشارف تصنيع الطائرات بالكامل.. وقطاع الطيران يحقق أرقامًا قياسية

سجلت صادرات قطاع الطيران بالمغرب ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2025، حيث بلغت أكثر من 14 مليار درهم، بزيادة قدرها 8,8 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حسب ما كشف عنه مكتب الصرف. وأوضح المكتب أن هذا الارتفاع يرجع إلى زيادة مبيعات فئة التجميع بما يعادل 728 مليون درهم، بالإضافة إلى نمو صادرات فئة نظام ربط الأسلاك الكهربائية بأكثر من 427 مليون درهم.
هذا التطور الإيجابي يعكس مكانة المغرب كوجهة صناعية تنافسية في مجال الطيران، ويؤكد على دوره المتنامي في تعزيز الروابط الاقتصادية بين أوروبا وإفريقيا. كما يُظهر قدرة المملكة على دعم التكوين المهني وخلق قيمة مضافة من خلال تقليص العجز التجاري، مما يجعل صادرات قطاع الطيران من أبرز ركائز التصدير المغربي إلى جانب الفوسفاط والسيارات.
وفي تصريح إعلامي، أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري أن المغرب يراهن على صناعة الطيران كما راهن سابقاً على صناعة السيارات. وأشار إلى أن المملكة تمر اليوم من مرحلة التركيب إلى مرحلة الإنتاج الفعلي للطائرات، وهو تحول سيعود بالنفع على الاقتصاد من خلال خلق فرص الشغل وزيادة الإنتاج المحلي.
وأوضح جدري أن المغرب أصبح وجهة جاذبة للمستثمرين الأجانب الذين يسعون إلى نقل خبراتهم إلى الشباب المغربي عبر برامج تكوينية تشمل أجزاء الطائرات والمحركات. واعتبر أن هذه الجهود بدأت تؤتي أُكلها، حيث أن قيمة صادرات قطاع الطيران مستمرة في النمو رغم استيراد العديد من المكونات من الخارج. كما لفت إلى أن المغرب بدأ في رفع نسبة الاندماج المحلي، وهو مؤشر إيجابي على تطور هذا القطاع.
وفي ما يخص الأرقام، أوضح الخبير أن صادرات الأشهر الثلاثة الأولى من 2025 بلغت 9 مليارات درهم، في حين وصلت الواردات إلى 6 مليارات، مما يعني أن القيمة المضافة للمغرب بلغت 3 مليارات درهم. وخلص إلى أن السنوات القادمة قد تشهد قصة نجاح حقيقية في صناعة الطيران، بفضل تزايد الاستثمارات الأجنبية والتكوينات التقنية المستمرة.