فرنسا تصدر مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي سابق في السفارة الجزائرية

أصدرت السلطات الفرنسية مذكرة توقيف دولية بحق مسؤول كبير سابق في السفارة الجزائرية بفرنسا، وذلك في إطار التحقيق في قضية اختطاف المعارض الجزائري أمير بوخرص في عام 2024. وأفاد مصدر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس يوم السبت 9 غشت 2025، أن قاضي التحقيق أصدر في 25 يوليوز الماضي مذكرة توقيف بحق المدعو “س.س.”، وهو جزائري يبلغ من العمر 37 عامًا، بتهمة الخطف والاحتجاز في إطار شبكة إرهابية وعصابة إجرامية.
المعارض الجزائري أمير بوخرص، المعروف بـ”أمير دي زد”، اختُطف في 29 أبريل 2024 في فال-دو-مارن قبل إطلاق سراحه في الأول من ماي. وفي تقرير حول التحقيق في أبريل 2025، وجهت المديرية العامة للأمن الداخلي تهمة التورط في القضية إلى المسؤول السابق في السفارة الجزائرية في باريس، والذي يرجح التحقيق أنه أتى إلى باريس “بغطاء دبلوماسي بصفته السكرتير الأول” للسفارة.
وقال إريك بلوفييه، محامي أمير بوخرص، لوكالة فرانس برس، إن هذه الخطوة مهمة لتجنب إفلات العملاء الجزائريين المتورطين في هذه الأحداث الخطيرة من العقاب. وأضاف أنه من المحتمل أن يكون الدبلوماسي السابق غادر الأراضي الفرنسية وقد يتحجج بحصانته الدبلوماسية. وتابع بلوفييه أن “اعتقال معارضين سياسيين على الأراضي الفرنسية يندرج في المهام الدبلوماسية أمر خطير”.
ووجهت اتهامات إلى سبعة أشخاص على الأقل في هذا الملف، بينهم موظف قنصلي جزائري. ويشتبه في أنهم كانوا منفذين لقاء أجر دون دوافع سياسية، وفقًا لمصادر أخرى قريبة من الملف. وأعرب أمير بوخرص عن ارتياحه للتقدم في التحقيق، وقال إنه رأى الموت خلال عملية الخطف التي استمرت 27 ساعة في غابة في سين إيه مارن.
يقيم أمير بوخرص البالغ من العمر 42 عامًا في فرنسا منذ 2016، ولديه مليون متابع على تيك توك. وهو معارض لنظام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومنح اللجوء السياسي في فرنسا في 2023. وقد أصدرت الجزائر تسع مذكرات توقيف دولية بحقه متهمة إياه بالاحتيال وارتكاب جرائم إرهابية. وفي عام 2022، رفض القضاء الفرنسي تسليمه.
ويرى بلوفييه أنه في حال اعتقال الدبلوماسي السابق مستقبلا سيكون من المثير للاهتمام الاستماع إلى أقواله ومعرفة الجهة التي أصدرت له الأوامر لتنفيذ هذه العملية الخاصة. كما أشار إلى أنه من الصعب في الظروف الحالية توقع تعاون السلطات الجزائرية. تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية قد تزيد من التوتر بين فرنسا والجزائر، اللتين تشهد علاقتهما تدهورًا مستمرًا منذ صيف 2024. ويراقب المراقبون عن كثب تأثير هذه التطورات على العلاقات الفرنسية الجزائرية مستقبلًا.