البوز: مطالب إسقاط الحكومة مشروعة والملك أقال بنكيران في 2017

قال أحمد البوز أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، إنه ليس من الضروري أن يكون الشباب المحتجون ملمين بالدستور أو بالفقه الدستوري حتى يعبروا عن غضبهم أو يطالبوا بإسقاط الحكومة، الذي هو تمرين ديمقراطي يمكن أن يحدث في أي بلد في العالم.
وأكد البوز في تدوينة على حسابه الشخصي بفايسبوك أن المطالب السياسية ليست حكرا على المتخصصين في القانون، بل هي حق أصيل لكل مواطن يشعر بالاختلال أو الظلم، ومن الخطأ أن يواجه هؤلاء الشباب بعبارات من قبيل “الملك لا يمكنه إقالة رئيس الحكومة” من الناحية الدستورية، لأن ذلك حدث فعلا سنة 2017 عندما تمت إقالة رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران، وتم تعويضه بآخر من الحزب نفسه.
وأضاف “بلاغ الديوان الملكي ذهب بعيدا في قراءة مضامين الدستور وهو يقول: “فضل الملك محمد السادس أن يتخذ هذا القرار السامي (أي تعيين شخصية أخرى من العدالة والتنمية) من ضمن كل الاختيارات المتاحة التي يمنحها له نص وروح الدستور”.
وشدد البوز أنه هو شخصيا لا يؤيد هذا التأويل للدستور، كما ليس بالضرورة مع هذا المسار في تدبير الأزمة، لأن المهم ليس تبديل حكومة بأخرى، إلا أن الواقعة نفسها تظهر أن السياسة في المغرب ليست معزولة عن إرادة الملك، وأن الشباب عندما يرفعون شعاراتهم فهم يستندون إلى وقائع فعلية، ويدركون حقيقة السياسة كما تجري في المغرب، وليسوا بالضرورة يجهلون بالدستور حتى ولو كانوا غير مطالبين أن يكونوا فقهاء فيه.
واعتبر أنه عندما ندعو الشباب إلى الحوار قد يكون ذلك من باب أن الحوار هو فضيلة وأن المجتمعات تتقدم بالحوار، لكن يبدو أننا لا ننتبه إلى أمرين: أولا، أن هؤلاء الشباب لا يشكلون تنظيما أو تنسيقية يمكن مخاطبتها رسميا، بل هم تعبير تلقائي عن وعي جماعي جديد، وعن غضب اجتماعي يتجاوز الأطر التقليدية.
وثانيا، أن مشكلتهم ليست في تشخيص الأوضاع أو عرض مطالبهم، فهذه المطالب معروفة وواضحة، وهي تعبر عن مشاكل حقيقية يعيشها المجتمع برمته: غلاء المعيشة، ضعف العدالة الاجتماعية، تدهور التعليم والصحة، وغياب الثقة في المؤسسات. لذلك، ليست الحاجة إلى حوار بروتوكولي قد يشعر هؤلاء الشباب أن هدفه كسب الوقت أو امتصاص الغضب، أو تأجيل الحول بدل البحث عنها.
وأبرز البوز أن الحاجة الحقيقية هي إلى قرارات سياسية جريئة تترجم الاعتراف بالمشاكل المطروحة، وتعلن عن إجراءات ملموسة يمكنها أن تزرع الأمل وتجعل هؤلاء الشباب يشعرون أن رسالتهم وصلت وأن الفاعل السياسي جدي في التعاطي مع مطالبهم.







