اقتصاد

هذا ما استثمره المغرب في تكنلوجيا الهيدروجين الأخضر وهذا ما يخطط له لتلبية الطلب العالمي

تسعى المملكة المغربية لتكون رائدة عالميًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، حيث تقدر قيمة المشاريع المعلنة في هذا القطاع بحوالي 300 مليار دولار. وفقًا لشركة “Gi2” المغربية للهندسة والاستشارات في الطاقات المتجددة، يستند هذا الرقم إلى 20 مشروعًا رئيسيًا تم الإعلان عنها، مع إمكانية أن تكون القيمة الإجمالية أكبر بكثير.

صرّح بدر إيكن، الرئيس التنفيذي للشركة، أن هذه المشاريع تعتمد على استغلال موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز للمغرب، ما يعزز قدرته على إنتاج 120 غيغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة. هذه المبادرات تمثل فرصًا كبيرة لتعزيز التكامل الصناعي، خلق وظائف جديدة، ودعم سلسلة القيمة الاقتصادية.

تتركز أغلب المشاريع في جنوب المغرب، حيث تتوفر الأراضي الشاسعة لتطوير محطات الطاقة المتجددة. وأوضح إيكن أن تكلفة إنتاج كل غيغاواط من الطاقة النظيفة تفوق مليار دولار، وتشمل هذه التكلفة إنشاء محطات التحليل الكهربائي، تحلية مياه البحر، الحقول الشمسية والريحية، مصانع التحويل، بالإضافة إلى أنظمة التخزين والنقل.

في مارس الماضي، خصص المغرب حوالي مليون هكتار لدعم الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، وذلك ضمن استراتيجية “عرض المغرب” التي تهدف لجذب استثمارات أجنبية كبيرة لهذا القطاع الواعد. ومن بين الشركات الرائدة في هذا المجال، تأتي مجموعة “OCP” للفوسفات التي تخطط لإنتاج الأمونيا الخضراء، مما يعزز استقلال المملكة عن الواردات.

بحسب دراسة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، تحتاج صناعة الهيدروجين الأخضر في المغرب إلى استثمارات تتراوح بين 140 مليار درهم و1 تريليون درهم (100 مليار دولار) بحلول 2050، لتلبية الطلب المحلي والعالمي. تشمل هذه الاستثمارات البنية التحتية للطاقة المتجددة، التحليل الكهربائي، وتحلية مياه البحر.

رغم الإمكانات الكبيرة، لا يزال القطاع يواجه تحديات مثل غموض الطلب العالمي، عدم نضوج التكنولوجيا لتحقيق الإنتاج التنافسي، وطول فترة استرداد الاستثمارات. كما يتطلب القطاع تخصيص المزيد من الأراضي وتطوير البنية التحتية اللازمة للتصدير.

عدة شركات عالمية أبدت اهتمامها بالمشاركة في مشاريع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، بما في ذلك شركات إماراتية، أسترالية، فرنسية، وسعودية، بالإضافة إلى شركات مغربية وهندية، وهي تنتظر تخصيص الأراضي لتطوير مشاريعها.

الحكومة المغربية تدرس حاليًا حوالي 40 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر للاستهلاك المحلي والتصدير. وقد تم توقيع أول مشروع مع شركة “توتال” الفرنسية لإنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء، خلال زيارة رسمية للرئيس الفرنسي في أكتوبر الماضي.

يطمح المغرب إلى الحصول على أكثر من 4% من السوق العالمي للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وتسعى الحكومة لتسريع تنفيذ المشاريع الأولى قبل نهاية العام الجاري، رغم التحديات التي تواجه القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى