العلاقات المغربية الإسبانية تحسم مصير احتفالات إنزال الحسيمة

إسبانيا تلغي احتفالات إنزال الحسيمة 1925 تفاديًا لأزمة دبلوماسية مع المغرب
أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، إلغاء جميع الفعاليات المخطط لها بمناسبة الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، التي كانت مقررة في 8 شتنبر 2025.
ووفقًا لصحيفة The Objective، فإن هذا القرار جاء بتوصية من هيئة أركان الدفاع الإسبانية، التي رأت أن تنظيم هذه الاحتفالات قد يؤدي إلى توتر مع المغرب، خاصة في ظل حساسية العلاقات الثنائية بين البلدين.
خلفيات القرار
في وقت سابق، اقترح الجيش الإسباني إدراج الذكرى ضمن الفعاليات الرسمية لسنة 2025، نظرًا لكونها أول عملية إنزال برمائي مشترك ناجحة في التاريخ العسكري. وقد تم تخصيص ميزانية لهذا الحدث، باعتباره محطة بارزة في تاريخ الجيش الإسباني.
لكن فور وصول المقترح إلى مكتب وزيرة الدفاع الإسبانية، تم رفضه، حيث شددت روبليس على ضرورة تجنب أي خطوة قد تؤثر سلبًا على العلاقات الإسبانية المغربية، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
دلالات القرار على العلاقات الثنائية
يؤكد هذا القرار رغبة مدريد في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الرباط، خاصة أن القضايا التاريخية مثل حرب الريف وتصفية الاستعمار لا تزال تثير حساسيات بين البلدين.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه إسبانيا والمغرب إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والهجرة والتبادل الاقتصادي، وهو ما يجعل تفادي أي توتر دبلوماسي أولوية للحكومة الإسبانية.
نبذة عن إنزال الحسيمة
تم تنفيذ عملية إنزال الحسيمة في 8 شتنبر 1925، بمشاركة الجيش الإسباني والبحرية الإسبانية، إلى جانب دعم جوي فرنسي. وكان الهدف منها القضاء على مقاومة قبائل الريف بقيادة المجاهد المغربي عبد الكريم الخطابي.
ورغم المقاومة الشرسة التي قادها الخطابي، تمكنت القوات الإسبانية من تحقيق اختراق عسكري مهم، بمساندة جوية وبحرية مكثفة، وهو ما شكل نقطة تحول في حرب الريف (1920-1927) بعد الانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة، أبرزها معركة أنوال سنة 1921.
إلغاء احتفالات إنزال الحسيمة يعكس تحولات في التعاطي الإسباني مع القضايا التاريخية المرتبطة بالمغرب، خاصة في ظل رغبة مدريد في تعزيز علاقاتها مع الرباط. فهل يكون هذا القرار مقدمة لمواقف جديدة تجاه قضايا أخرى؟