المغرب يعزز دفاعاته بصفقة صواريخ “جافلين” مع البنتاغون

وافق البنتاغون على صفقة مهمة مع المغرب، تشمل تزويد المملكة بـ 612 صاروخًا من طراز FGM-148F Javelin، بالإضافة إلى 200 وحدة إطلاق خفيفة. تبلغ القيمة الإجمالية للصفقة 260 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 2.6 مليار درهم مغربي.
يأتي هذا الاتفاق في إطار سعي المغرب المستمر لتعزيز قدراته الدفاعية البرية، وذلك لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة. وقد نُشر إشعار رسمي بهذه الموافقة في “السجل الفيدرالي” الأمريكي تحت رقم 2025-09790.
وكانت وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية (DSCA) قد أعلنت في شهر مارس الماضي عن موافقة وزارة الخارجية الأمريكية المبدئية على بيع هذه المنظومة المتطورة للجيش المغربي، في انتظار مصادقة الكونغرس الأمريكي، وهو إجراء روتيني في صفقات الأسلحة الاستراتيجية مع الدول غير الأعضاء في حلف الناتو.
أكدت الوكالة أن هذه الصفقة ستساهم بشكل كبير في تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الملكية على المدى الطويل، وتمكين المغرب من حماية سيادته وسلامة أراضيه، دون الإخلال بالتوازن العسكري في المنطقة. وتتضمن الصفقة أيضًا خدمات دعم لوجستي وفني شاملة، تشمل ذخائر تدريبية، ومعدات دعم، وأدوات قياس، ومنشورات تقنية، وقطع غيار، وبرامج تدريبية للرامين وضباط الذخيرة، بالإضافة إلى خدمات الفحص والصيانة والتكامل، ودعم مخصص للطيران التكتيكي والذخائر البرية.
يُعد نظام “جافلين” من الأنظمة المتطورة المضادة للدروع، ويتميز بتقنية “أطلق وانسحب” التي تسمح للرامي بإطلاق الصاروخ والاحتماء فورًا. كما يتمتع بقدرة عالية على استهداف الدبابات من الأعلى، بفضل رأسه الحربي المزدوج القادر على اختراق الدروع التفاعلية الحديثة.
وتعتبر هذه الصفقة امتدادًا لصفقة سابقة أُعلنت في شهر أبريل 2025، وشملت اقتناء 600 صاروخ أرض-جو من طراز FIM-92K Stinger Block I ومعدات مساندة، بقيمة بلغت 825 مليون دولار، بهدف تعزيز قدرات الدفاع الجوي المغربي ضد التهديدات القصيرة المدى، في ظل بيئة إقليمية متقلبة.
تعكس هذه الخطوات استمرار الشراكة العسكرية القوية بين المغرب والولايات المتحدة، والتي شهدت توقيع عدد من صفقات التسلح الكبرى في السنوات الأخيرة. من بين هذه الصفقات، اقتناء 24 مروحية هجومية AH-64E Apache في عام 2019 بقيمة 1.5 مليار دولار، وشراء 25 مقاتلة F-16 D Block 72 بقيمة 3.787 مليار دولار، بالإضافة إلى تحديث 23 مقاتلة F-16 قديمة بكلفة تقارب 985 مليون دولار، مما يجعل المغرب من أبرز زبائن الصناعات العسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية.
تهدف هذه الصفقات إلى تعزيز منظومة الدفاع الوطني بشكل متكامل، من خلال امتلاك قدرات ردع متطورة ضد التهديدات البرية والجوية، وتكريس تعاون عملياتي متقدم مع الشركاء الاستراتيجيين، ودعم البنية الصناعية المحلية لاستيعاب التكنولوجيا العسكرية المتقدمة في المستقبل.وتعكس هذه الصفقات قوة العلاقات المغربية الأمريكية.