إسبانيا والمغرب يقتربان من فتح الجمارك في سبتة ومليلية

بعد مفاوضات طويلة ومعقدة، تقترب إسبانيا والمغرب من فتح الجمارك في سبتة ومليلية المحتلتين، بعد تأجيل عدة مرات. هذا القرار يأتي بعد عامين وثمانية أشهر من النقاشات المكثفة بين البلدين. تتوقع الصحافة الإسبانية أن يتم فتح هذه الجمارك في الأيام المقبلة.

وحسب ما ذكرته صحيفة “إلباييس”، من المرتقب أن يتم فتح مكتب جمارك في سبتة، وهو أمر لم يحدث من قبل، بالإضافة إلى إعادة فتح المكتب في مليلية الذي أغلق في عام 2018. وكان إغلاق هذا المكتب قد أدى إلى تعطيل الحركة التجارية بين المدينتين والمغرب.

القرار جزء من الاتفاق الذي تم بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والمغرب خلال زيارته إلى الرباط في 7 أبريل 2022، ويُعتبر هذا القرار ثمرة الدعم الإسباني لمغربية الصحراء.

وكان من المقرر فتح الجمارك في 2 يناير 2024، ولكن تم تأجيل الموعد بسبب تأخر الوثائق المتعلقة بالشحنات الأولى. ومع ذلك، أكدت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية، سابرينا موه، أن الحكومة الإسبانية تعمل مع المغرب على تسريع العملية. موه أشارت إلى أن الجمارك ستكون مختلفة عن السابق، حيث ستتضمن إجراءات حديثة تتماشى مع تطورات التجارة العالمية.

و من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “OkDiario” عن مصادر دبلوماسية أن المغرب اشترط أن يعترف الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء قبل فتح الجمارك. هذا الشرط يعتبره المغرب ضرورة قبل المضي قدماً في إعادة فتح الجمارك بشكل كامل. وقد أكد التقرير أن الرباط تتوقع التزامًا كاملاً من إسبانيا بخصوص اتفاقيات الصيد والزراعة مع الاتحاد الأوروبي.

إغلاق الجمارك كان قد تسبب في العديد من الأزمات الاقتصادية، بما في ذلك التهريب الذي كان شائعًا في سبتة ومليلية. لكن في مايو 2023، أعلنت المديرية العامة للجمارك في المغرب عن “القطع النهائي” مع ظاهرة التهريب، وهو ما يعد خطوة هامة نحو تعزيز التجارة الرسمية.

ورغم التأجيلات المستمرة، من المتوقع أن يكون فتح الجمارك في سبتة ومليلية خطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا. إلا أن بعض القضايا السياسية، مثل الاعتراف بمغربية الصحراء، قد تكون عاملاً حاسمًا في تحديد المدى الذي ستبلغه هذه الشراكة.