صحة و جمال

تصنيع اللقاحات في المغرب إنجاز جديد يضع المملكة في طليعة الدول الإفريقية

يشهد تصنيع اللقاحات في المغرب تطورًا كبيرًا، حيث أبرز المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومقره أديس أبابا، الدور المتقدم للمملكة في هذا المجال داخل القارة الإفريقية. في مقال نُشر على موقعه الرسمي، سلط المركز الضوء على كونسورتيوم مغربي رائد يقوده معهد باستور بالمغرب، ويضم جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة، مجمع ماربيو المتخصص في التكنولوجيا الحيوية، والوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية.

وقد تم اختيار هذا الائتلاف العلمي والصناعي كمستضيف مشارك للشبكة الإقليمية للقدرات والكفاءات في شمال إفريقيا التابعة للمركز الإفريقي، وذلك خلال منتدى الاتحاد الإفريقي حول تصنيع اللقاحات، المنعقد في فبراير الماضي بالقاهرة. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الابتكار في تصنيع اللقاحات، وتنمية التكوين المهني المستدام في القارة، مما يساهم في بناء منظومة صحية إفريقية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

يسعى هذا الكونسورتيوم إلى تطوير القدرات المحلية في تصنيع اللقاحات، والتكوين في مجالات مثل علم الجينوم، علم الفيروسات، والتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى تدريب الباحثين والمهنيين الصحيين من مختلف الدول الإفريقية. كما يركز على تنسيق جهود التكوين، وتبادل الخبرات، ومعالجة التحديات التنظيمية، إلى جانب تشجيع الشراكات الاستراتيجية لتطوير صناعة صحية قوية ومستقلة في إفريقيا.

وأكد الدكتور خالد زمزومي، منسق السكرتارية المغربية المشتركة للشبكة الإقليمية، أن هذه المبادرة تركز على تكوين المواهب الإفريقية في مجال التصنيع الحيوي، وسد الثغرات في الكفاءات، وتعزيز قدرة القارة على الاعتماد على نفسها في إنتاج اللقاحات. واعتبر أن هذا المشروع يدعم الهدف الأساسي لإفريقيا في تحقيق الأمن الصحي وتقليص التفاوتات في الحصول على الأدوية واللقاحات.

من جانبه، عبّر البروفيسور عبد الرحمان معروفي، مدير معهد باستور بالمغرب، عن فخره باختيار المغرب كمستضيف مشترك لهذه الشبكة، مشيرًا إلى أن هذا التتويج يعكس سنوات من العمل المؤسسي والبحث العلمي والشراكات التي ساهمت في ترسيخ مكانة المغرب كمركز إقليمي في مجال تصنيع اللقاحات والتكنولوجيا الحيوية.

وحسب المقال، فإن الكونسورتيوم المغربي يعمل بتنسيق وثيق مع المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض، لضمان مواءمة برامج التكوين مع حاجيات القارة، وتطبيق أحدث التطورات التكنولوجية، وبناء استراتيجية فعالة لتطوير اليد العاملة في القطاع الصحي. وأوضح أن العمل جارٍ على بناء منظومة مستدامة تشمل برامج تبادل، مشاريع بحثية مشتركة، وورشات عمل، لتأهيل الطاقات الإفريقية في التصنيع الحيوي.

وأشار معروفي إلى أن معهد باستور بالمغرب يسعى، بفضل دعم الشركاء والمركز الإفريقي، إلى جعل هذه الشبكة نموذجًا إقليميًا في مجال التكوين والابتكار. وأعرب عن أمله في أن تتحول إفريقيا إلى فاعل عالمي في مجال تصنيع الأدوية واللقاحات الحيوية، من خلال شبكة من الكفاءات عالية المستوى.

أما تشيلوبا مويلا، المستشار التقني لتطوير المواهب بالمركز الإفريقي، فقد نوّه بريادة المملكة المغربية في هذا المجال، مشددًا على أن خبرتها الممتدة في التصنيع الحيوي ستشكل مصدر إلهام للدول الأخرى. واعتبر أن البنية التحتية والقدرات التي يمتلكها معهد باستور بالمغرب وشركاؤه تشكل فرصة حقيقية للقارة بأكملها من أجل تحقيق قفزة نوعية في قطاع الصحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى