ميراوي: طلبة الطب يغيرون مواقفهم بعد التوافق ويمكن إنقاذ الموسم الجامعي بإجتيازهم للإمتحانات
دافع عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والابتكار، عن تدبير الحكومة لأزمة طلبة الطب، الذين يقاطعون الدراسة والامتحانات منذ سبعة أشهر، معلقا الفشل على الطلبة ولجنتهم الوطنية، مع تمسكه ببرمجة موعد جديد للامتحانات الأسبوع المقبل.
وقال ميراوي أمام مجلس المستشارين اليوم الثلاثاء 16 يوليوز 2024، إن الحكومة تجاوبت بشكل إيجابي مع مطالب طلبة الطب، وعقدت معهم منذ شهر فبراير 2024 ما يصل إلى 14 اجتماعا قال إن بعضها عقد ليلا، وطبعت بالتوافق، غير أن الحكومة حسب قوله تتفاجأ أنه بعد عودة اللجنة للجموع العامة للطلبة، يتغير موقفها وترفض العرض الحكومي.
وأضاف ميراوي أنه رغم التوافق، فإن الطلبة قاطعوا امتحانات 26 يونيو 2024 التي قال إنها برمجت في هذا التاريخ نزولا عند طلبهم.
وتحدث ميراوي عن مبادرة الوساطة التي أطلقها مجلس النواب بفرقه في الأغلبية والمعارضة، وقال إن هدفها التمكن من إقناع الطلبة بإنقاذ السنة الجامعية، وأضاف في هذا الصدد أن “السنة الجامعية لا زال من الممكن إنقاذها، وهناك امتحانات الأسبوع المقبل”.
ووجه ميراوي اتهامات مبطنة للجنة الوطنية لطلبة الطب بالتحكم في الطلبة، وقال إنه “يتسمنى أن يتركوا الطلبة يجتازوا امتحانات الأسبوع المقبل، والتنسيقية لا تترك الطلبة وتقول لهم لا تذهبوا”.
وعن ملف الطلبة المطرودين، ربط ميراوي مصيرهم بمصير اجتياز امتحانات الأسبوع المقبل، وقال إن الحكومة تلتزم بإعادتهم لكلياتهم، غير أن هذا القرار لن تبث فيه إلا بعد الامتحانات.
وردا على الانتقادات التي وجهت إليه، وخصوصا من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، النقابة التي يراها ميراوي مقربة من العدالة والتنمية، قال الوزير في رده على مداخلتها “هذا الموضوع ليس موضوع حزب أو حكومة أو وزارة، موضوعنا كلنا، كنتم من قبل في حكومة وعشتوه في 2011 و2015 و2019 وما وعدتم به في 2019 لم تنزلوه”.
حديث الوزير في مجلس المستشارين، جاء بعد ساعات قليلة من إنزال لطلبة الطب أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، كان شعاره الأكبر المطالبة برحيل الوزير من منصبه، محملينه مسؤولية ما آلت إليه الأزمة.
ورد الطلبة على الاتهامات التي يوجهها إليهم الوزير بالتحكم في الطلبة، وقال أحد مسؤوليهم إن اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة تمثل الطلبة “بشكل حر ومستقل”، مشيرا إلى أنها تعتمد القرارات بناء على تصويت الطلبة فحسب “دون إملاءات”.
ومن جانبه أكد الطالب مروان بكار رئيس مجلس طلبة الطب والصيدبلة بوجدة، أن الطلبة بالرغم من هذا المستوى الذي بلغته الأزمة، ما يزالون يرون بأن إمكانية تدارك ما فات احتمال ما يزال “قائما” وأنه “هناك دوما حلولا إذا ما كانت هناك إرادة لذلك” وفق تعبيره.
وتابع أن الطلبة إلى جانب هذا التفاؤل الذي يبدونه في انفراج قريب للأزمة، يتشبثون ب”مشروعية” مطالبهم والتي “صار على رأسها إلغاء العقوبات التأديبية في حق ممثلي الطلبة والتراجع عن نقطة الصفر” بالإضافة إلى باقي المطالب التي أخرجت الطلبة للاحتجاج والإضراب منذ أزيد من 7 أشهر.
وأضاف الطالب ذاته معتبرا أن استمرار الوزير الوصي على التعليم العالي في منصبه بعد “مضي 7 أشهر أظهر فيها فشله الذريع في التعامل مع ملف طلبة الطب أمر يستدعي التأمل” على حد تعبيره.
وقال في هذا الصدد إنه “كما يتم اتهامنا بأن أياد خفية تحرك احتجاجاتنا، فإنه من حقنا أيضا أن نقول اليوم إن هناك أياد خفية تدافع عن قرارات الوزير ميراوي بالرغم من أن الطلبة يرفضونها، وهو الوضع الذي يمكن معه أن نقول إنه دفع نحو السنة البيضاء”.
وتحدث الطلبة عن الوساطة البرلمانية، التي قالوا إنهم “يثمنونها”، مؤكدين أنهم ينتظرون رد الحكومة على المقترحات التي قدمت للبرلمانيين.