من القمح إلى البطاطا.. ثلث إنتاج الغذاء العالمي في مهب الريح

الاحتباس الحراري يهدد إنتاج الغذاء العالمي: دراسة تحذر من مخاطر كبيرة
حذرت دراسة جديدة نُشرت في الثالث من مارس/آذار 2024 في مجلة “نيتشر فوود” من أن الاحتباس الحراري يعرض جزءًا كبيرًا من إنتاج الغذاء العالمي للخطر. ووفقًا للدراسة، ستكون المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة، مثل المناطق الاستوائية، الأكثر تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار وزيادة الجفاف.
تأثيرات كارثية على المناطق الاستوائية
أوضحت الدراسة أن نصف المساحات الزراعية في المناطق الاستوائية قد تصبح غير صالحة للإنتاج إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع. كما ستشهد هذه المناطق انخفاضًا حادًا في تنوع المحاصيل، مما يهدد الأمن الغذائي ويجعل من الصعب على السكان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
أفريقيا جنوب الصحراء: الأكثر تضررًا
وفقًا للباحثة الرئيسية في الدراسة، سارة هيكونين، من جامعة ألتو بفنلندا، فإن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ستكون الأكثر تضررًا. وقد يصبح ما يقرب من 75% من الإنتاج الغذائي الحالي في خطر إذا تجاوزت درجات الحرارة 3 درجات مئوية. كما أن بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط الواقعة في الصحراء الكبرى ستكون ضمن أكثر المناطق المتأثرة بتغير المناخ.
تغيرات في المناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية
في المقابل، قد تحافظ المناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية، مثل أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا وروسيا، على إنتاجها الزراعي بل وقد تشهد توسعًا في زراعتها. ومع ذلك، ستتغير أنواع المحاصيل المزروعة، حيث يمكن أن تصبح الفواكه المعتدلة مثل الكمثرى أكثر شيوعًا في المناطق الشمالية.
تحديات إضافية
رغم أن بعض المناطق قد تشهد تحسنًا في الظروف المناخية للزراعة، إلا أن تغير المناخ يجلب معه تحديات أخرى مثل انتشار الآفات الجديدة والظواهر الجوية المتطرفة. وأكدت هيكونين أن “تغير المناخ يضيف المزيد من التحديات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات إضافية مثل اختيار محاصيل أكثر مقاومة وتحسين أساليب التهجين”.
حلول مقترحة
توصي الدراسة بتحسين الوصول إلى الأسمدة والري وتخزين الغذاء للحد من بعض المخاطر. ولكن الحلول طويلة الأجل ستتطلب تغييرات كبيرة في السياسات واستثمارات في إستراتيجيات التكيف مع المناخ.
نداء للعمل العالمي
أكدت هيكونين أن “النظام الغذائي العالمي مترابط، وإذا أردنا تأمينه، فيجب علينا اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الظروف المتغيرة. هذه مشكلة تتطلب منا جميعًا العمل معًا لمواجهتها”.